يعتبر الغوص لطلب اللؤلؤ جزءًا لا يتجزأ من التراث البحري لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت هذه المهنة تشكل أحد الأعمدة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة قبل اكتشاف النفط. بدأ أهل الإمارات هذه المهنة منذ قرون، واستخدموا طرقًا تقليدية تتطلب الكثير من الشجاعة والمثابرة.
كان الغوص للبحث عن اللؤلؤ يتم بأسلوب تقليدي وبمعدات بسيطة، حيث يستخدم الغواصون مقاطع من الحجر لزيادة الوزن والنزول إلى قاع البحر. كانت عملية الغوص تنطوي على مخاطر كبيرة نظرًا للعمق الكبير، فضلاً عن مواجهة الحياة البحرية المتنوعة.
لم تكن مهنة الغوص مجرد عملًا اقتصاديًا بل كانت تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة المجتمعية، حيث كان يُنظر إلى الغواصين باعتبارهم أفرادًا شجعانًا يسهمون في دعم عائلاتهم ومجتمعاتهم. تطورت مهارات الغوص على مر الزمن وتم توارثها عبر الأجيال لتصبح جزءًا من الهوية الوطنية.
كما أن تجارة اللؤلؤ أسهمت في فتح أبواب التواصل والتبادل التجاري مع دولٍ عديدة عبر العالم، مما أضاف بُعدًا اقتصاديًا وإستراتيجيًا حيويًا في تلك الفترة. ميناء دبي، على سبيل المثال، كان نقطة تجارية رئيسية لتصدير اللؤلؤ إلى الأسواق العالمية، مما أكسبه مكانة مرموقة بين الموانئ.
تراجع الدور الاقتصادي للغوص في طلب اللؤلؤ تدريجيًا مع اكتشاف النفط وتطور الاقتصاد الإماراتي، إلا أن تأثيرها الثقافي لا يزال حاضرًا حتى اليوم. وقد حرصت الإمارات على الحفاظ على هذا الإرث البحري والاحتفاء به من خلال إقامة الفعاليات والمهرجانات التي تكرّس هذا التراث، وتُعلّم الأجيال الجديدة قيمة تاريخهم البحري.
من خلال هذا التقليد الغني يمكن للأجيال الحالية استلهام العزيمة والعمل الجاد من أجدادهم الذين واجهوا الصعوبات بعزمٍ وإصرار، محافظين بذلك على روح المغامرة والابتكار التي تميز هوية الأمة الإماراتية.